جائزة لعذر أقبح من الذنب
جائزة لعذر أقبح من الذنب
يحكى ان ملكا عرض جائزة دسمة لمن يأتيه بعذر أقبح من الذنب الذي سيق لتبريره، وذات يوم بينما كان غافيا في حديقته، اتاه خادمه من خلفه فقبله في قفاه، فاستفاق مغضبا وقال له ويحك أي جراءة هذه منك يا ابن العبد، فقال عذرا سيدي حسبتك مولاتي الملكة، الملكة أيها العبد الوضيع، والله لأفعلن فيك وأفعل، فأمر بإعدامه صباح الغد، فلما قدم لتضرب رقبته قال يا مولاي اليس هذا هو العذر الذي قبح على ذنبه وفحش لما قيس بزلته ، فتفطن الملك لصنيع الخادم فعفا عنه وكافأه على فطنته، وقيل انها الواقعة التي انسبك منها ذلك المثل القائل، عذر أقبح من ذنب أو افحش من زلة
وهو الذي جرى لبله الرياض، فبعد ان تورطوا في أغبى عمل استخباراتي في التاريخ، ساقوا له افحش عذر في دنيا تبرير الجرائم وإيجاد المخارج وتلمس الإفلات من المضايق، في سابق انكروا دخوله للقنصلية من أساسه، ثم ثنوا بأن قالوا قضى أغراضه وغادر، ثم ختموها بأنه تعارك وتشاجر وأردي جراء الإشتباك، ولكأن العالم لن يسألهم عن جثته ولن يستفسرهم عن طبيعة الشجار وحقيقة المتشاجرين، التقارير تقول بانهم نشروه وفصلوه، والكاميرات رصدت القتلة وتبينت من هوياتهم المبولسة التابعة للصبي الطائش، والتسريبات رشحت بتفاصيل صادمة وثقت لتقصيب أكاديمي، اشرف عليه طبيب شرعي والجو موسيقى تشنف الجزار وترنم معاونيه، ثم يقولون تشابك وتعارك، وأجله انقضى بجرة ياقة افسدت ازراره وقطعت جيب فستانه، يا لله الإبداع الخارق في الغباء والجهالة، ترى لو عرضوا عذرهم القبيح على الملك، ترى أكان مجيزهم ، أم صافهم على النطع لضرب رقابهم، فالجائزة عرضت لاختبار أذهان الأذكياء ، ولم تعرض لمقايسة أفعال البلداء .
التعليقات على الموضوع