أبو جهل أشرفُ من حكام المسلمين اليوم . في هجرةِ رسول الله صلّى الله عليه وسلم بدايةَ دراستي للسّيرةِ النبويّة: عندَ اجتماع المشركينَ أمامَ باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ الهجرة وبأيديهم سيوفُهُم, وقد قرّروا قتله في جريمةٍ بشعةٍ وتدبيرٍ خبيث, ألم يفكّر هؤلاء المجرمون أن يدفعوا الباب بأقدامهم, ويقتحموا البيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقتلوه في فراشه وداخل بيته ؟!! أليس ذلك أسهل لهم من انتظاره ساعاتٍ عدّة حتى يخرج اليهم ؟!! ما الذي منَعَهم من ذلك وقد عزَمُوا على ارتكاب جريمتهم وشرعوا في تنفيذها ؟!! وعندما فتّشتُ جيّداً في كتب السّيرة النبويّة وجدتُ أنّ هذا قد خطر فعلاً في بالِ بعض هؤلاء الشباب المتربّصين, اذ ذكرَتْ بعضُ كتبِ السّيرة النبويَّة أنّ أحدهم قال لأبي جهل : يا أبا الحكم, هل نحن قاتلون محمداً ؟ قال: نعم
قال: فلم الانتظارُ حتى الصّباح,لم لا نتسوّر عليه وندخل البيت ونقتله ونستريح ؟ فقال له أبو جهل: وتقول العرب أن أبا الحكم قد روّع بنات محمد في بيتهن ؟! إنّه لسبَّةٌ في العرب أن يُتحدَّث أنا تسوَّرنا علي بنات العمّ وهتكنا الحرمة, لا واللّاتِ لا تفعلوا ... إنّه مشهدٌ عجيب, فأبو جهل ـ فرعون الامّة ـ رغم الحقد والبغض الذي يحمله في قلبه لرسول الله صلى الله عليه وسلّم رفضَ اقتحامَ البيت وترويع البنات, منعَه خوف العار وسبّة النّاس له ( الرأي العام ), كما منَعَته منظومةُ القيمِ التي كانت سائدةً عند العرب رغمَ غرقِهِم في جاهليَّةٍ جهلاء. فلذلك كن على ثقةٍ بأنّ أبا جهل وجميعَ فراعنة الأرض ـ على سفالتِهم ونذالتِهم ـ أشرفُ ألف مرّة من فراعنَةِ عصرِنا و أجهزتها القمعية , الذين يقتحمون البيوت على الآمنين العزل فيروّعون ويعتقلونَ النساء والأطفال, ويذبحون الآباء وينحرون الأطفال ويغتصبون البنات والأمّهات ، بل انّ مقارنتهم بأبي جهل فيه ظلمٌ كبير للجاهليّة الأولى التي تخجلُ من خسارتِها أمامَهم بفارقٍ كبيرٍ من الانحطاطِ والإجرام !!!
التعليقات على الموضوع