زهد سعيد ابن عامر

                     زهد سعيد ابن عامر

       _  جاء نفر إلى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب يطلبون الصدقة ...

فقال لهم : اكتبوا لي أسماء فقرائكم
فكتبوا له : فلان و فلان و سعيد بن عامر
فقال لهم : و مَنْ سعيد بن عامر ؟
فقالوا : أميرنا !! (أمير مدينة حمص)
فقال عمر : أميركم فقير ؟!

فقالوا : و الله إنه لتمرّ عليه الأيام الطوال
لا تُوقَد في بيته نار !!
فبكى عمر حتى بلّلت دموعُه لحيتَه ،
ثم أمر بألف دينار و قال لهم : اقرأوا عليه السلام
و قولوا له : بعث لك أمير المؤمنين بهذا فأحسنْ شأنَك .

فلما عادوا ذهب المولى إلى سعيد بن عامر بالدنانير
فلما نظر سعيد فإذا بها دنانير ، فأمر بإبعادها عنه
و قال : إنا لله و إنا إليه راجعون ..إنا لله وإنا إليه راجعون ( كأنما نزلت به واقعة )...

فهبّت زوجتُه مذعورة و قالت : ما شأنك يا سعيد ، أمات أمير المؤمنين عمر ؟
قال : بل أعظم
فقالت : أأصيب المسلمون في واقعة ؟
قال : بل أعظم
فقالت : و ما أعظم ؟
فقال : حلّت عليّ الدنيا لتفسد آخرتي ...!
قالت : تخلّص منها
فقال : أوتعينني على ذلك ؟
قالت : نعم ( وهي لا تدري عن الدنانير شيئا )
فأخذ سعيد المالَ فجعله في صُرر ، و وزعه على فقراء المسلمين !! .

المصدر : كتاب لابن عساكر - تاريخ دمشق .

إعداد فريق إضاءات معرفية

ليست هناك تعليقات

شاركنا برأيك . فرأيك يهمنا