الأتراك والإسلام
الأتراك والإسلام
دخل الترك للإسلام زمن أمير المؤمنين الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه عام ٢٢ للهجرة وأصبحوا ضمن الجسد الإسلامي ، وفي وقت من أوقات الخلافة العباسية تمكنوا من الدولة وحازوا المناصب والرتب ، ونشأت في وقت آخر في الدولة العباسية دولة السلاجقة الأتراك والذين حاربوا الرفض وقضوا على البويهيين وقاوموا العبيديين ، انفصل البيت السلجوقي ، وقسم منه حكم في الأناضول تحت مسمى السلاجقة الروم ، كانت القبائل التركمانية في القرن السابع الهجري تنزح من الشرق إلى الغرب فرارًا من التتار ، وقد كانت إحدى هذه القبائل قبيلة أرطغرل بن سليمان ، وأثناء مسيرهم وجد قتالاً دائرًا بين السلاجقة والصليبيين فعاون إخوانه المسلمين وكان النصر حليفهم ، وكمكافأة له أُعطي إقليمًا في الأناضول كان في ما بعد نواة الدولة العثمانية ، تولى عثمان أمور قومه بعد أبيه فأنشأ السلطنة وفتح فتوحات مجيدة وإليه يُنسب العثمانيون ، تولى السلطنة بعده ابنه أورخان والذي كان كأبيه ومن محاسنه تأسيس الجيش وضبط حدود الدولة ، ثم تولى السلطنة ابنه مراد الأول والذي كان عاشقًا للجهاد وتكللت جهوده بفتح (أدرنة) والتي اتخذها عاصمةً لدولته ، ومن ثم مات في ساحة الوغى في معركة قوصوه ضد الصرب ، تولى السلطنة بعده ابنه بايزيد والملقّب بالصاعقة لسرعة حركته ، وقد كان كأجداده مجاهدًا فذًا إلّا أن تسرعه في اتخاذ موقعه كلّفه الهزيمة أمام تيمورلنك الرافضي الخبيث ، واستلم محمد جلبي السلطنة في ظروف قاسية جدًا بعد وفاة والده ، وبحزم وعزم نادرين استطاع أن يجعل الدولة تقف على قدميها من جديد فاستحق لقب المؤسس الثاني ، ثم خلفه ابنه مراد الثاني وكان مجاهدًا لكنه كان أقلّ اقتدارا ، ثم تولى السلطنة صاحب البشارة النبوية السلطان محمد الثاني وبفتحه للقسطنطينية استحق لقب الفاتح ، وتولى السلطنة بعده بايزيد الثاني والذي استطاع لحد ما المحافظة على ميراث أبيه وبقضائه على حركة أخيه جم استتب له الأمر ، تولى السلطنة بعده سليم الأول والذي كان شديد البأس ، والذي استطاع هزيمة الصفويين الروافض في جالديران ، ومن ثم تم الاقتتال بينه وبين المماليك في مرج دابق والريدانية وهزمهم واستولى على مصر والحرميين وتلقّب بلقب أمير المؤمنين وأصبحت دولته خلافة - مع تحفظّي على أن الخليفة لا بد أن يكون عربيًا قرشيًا- ، ومن ثم تولى السطنة بعده ابنه سليمان القانوني والذي استثمر جهد أبيه ووسّع الدولة، ودخلت الجزائر في أملاك العثمانيين، وبرز في زمنه الأخويين بربروسا وصالح الريس وقلج علي وكلهم من المجاهدين ، تولى السلطنة بعده ابنه سليم الثاني والذي لم يكن كأبيه ، وبهزيمة العثمانيين في معركة ليبانتو بدأ عهد السقوط ، ومن ثم تولى السطان مراد الثالث والذي كان أول سلطان تخلعه الانكشارية ، ومحمد الثالث ومن بعده ابنه أحمد الأول والذين قاما ببعض الاصلاح ، وبعد عهدهم تولى السلطنة سلاطين ضعفاء وهم مصطفى الأول وعثمان الأول ومراد الرابع وإبراهيم ومحمد الرابع وسليمان الثاني وأحمد الثاني ومصطفى الثاني وأحمد الثالث ومحمود الأول وعثمان الثالث ومصطفى الثالث وعبد الحميد الأول .
ولى السطنة سليم الثالث بعد أبيه والذي أرجع للدولة بعض هيبتها لكنه هزم أمام الروس والنمساويين وقام ببعض الإصلاحات وابتدع فكرة تقلييد الغرب وفي النهاية خُلع لمّا حاول القضاء على الإنكشارية ، ومن ثم تولى السلطنة محمود الثاني والذين كان السبب المبدأي لسقوط الدولة لمّا قلد الغربيين ناهيك عن دور المجرم محمد علي باشا والي مصر ، ومن ثم عبد المجيد الأول والذي كان ضعيفا ، حيث وجد رشيد باشا في عهده متسعًا لنشر فكرة التغريب أكثر ، وتكللت جهود المتأثرين بالغرب والماسونية لمّا أعلن مدحت باشا الدستور العلماني وزاد الوضع سوءا ، ومن ثم عهد السلطانيين عبد العزيز ومراد الخامس والذي فيه زاد نفوذ العلمانيين ، ثم عهد السلطان عبد الحميد الثاني والذي حاول الإصلاح ما استطاع ورفض بيع فلسطين ، وفي النهاية عُزل بتآمر الاتحاديين والماسونية والأوروبيين ، وعزله كان السقوط الفعلي للدولة ، إذ أن كلاً من محمد الخامس ومحمد السادس وعبد المجيد الثاني لم يكونوا حاكمين بالفعل ، وبعزل الأخير انتهت الدولة العثمانية ، وانفرد الهالك أتتاتورك بالسلطة .
الدكتور علي محمد الصلابي .
رحم الله كل من خدم الإسلام من عرب أو عجم .
ردحذف