مصافحة بقهر ومرارة

تَانِكُم اليدان اللتان تصافحتا وأعين صاحبيهما تنطق بكل شيء لم يُقَل، ذَكَّرتَانِي بمشهد من مشاهد فيلم أُنتِجَ عام 2003 ؛
فيلم the italian job (ولعل بعضكم يعرفه)
خلاصة الفيلم: مجموعة شباب، بينهم رجل قد شاب شعر رأسه ولحيته، مختص في فتح الخزنات الفولاذية ذات الرموز السرية مهما كانت صعوبة فتحها، وكلّ واحد من أعضاء المجموعة مختص في أمر ما؛ فهذا في سياقة السيارات السريعة، وذاك في المعلوميات والتكنولوجيا، وآخر في المتفجرات، وآخر في التخطيط وهكذا؛
أرادوا أن يسرقوا كمية كبيرة من سبائك الذهب، من سارق كبير معروف؛ ونجحوا في ذلك، ثم في طريق عودتهم، انقلب عليهم أحد أعضاء المجموعة فخانهم وسلبهم الذهب وقتل منهم الرجل المُسِنّ؛
قرروا -بعد زمن- أن ينتقموا منه بأن يستردّوا غنيمتهم منه؛ لكنهم يحتاجون لشخص مختص في فتح الخزنات الفولاذية، ينوب عن الرجل الذي قُتل؛ فعَمَدوا إلى ابنته، التي تعلمت منه الحرفة، وكانت تتخذها مصدرا للكسب..
رفضت في بداية الأمر (بحجة أنها لا تريد استغلال حرفتها في السرقة)، لكنها وافقت فيما بعد، إذ أرادت أن تنتقم من قاتل أبيها..
الشاهد من الفيلم: كان من ضمن الخطة أن تلتقي الفتاة بقاتل أبيها لتعرف موضع خزنته في منزله، منتحلةً شخصية مندوبة شبكة النت، باسم غير اسمها (فهو لا يعرفها إذ لم تكن ضمن المجموعة الأولى)
حين التقت به، صافحته وابتسمت له مضطرة، لئلا يفتضح أمرها، وأخذت تبحث خفية عن الخزنة حتى وجدتها..
ثم بعد أن أنجزت مهمتها بنجاح، عادت إلى أصحابها، وفي معزل عنهم راحت تصف لأحدهم -باكيةً- قهرَها ومرارتها وحرقةَ قلبها وهي تمد يدها إلى يد قاتل أبيها لتصافحه، وتبتسم له ويبتسم لها!
عن ذلكم القهر وتلكم المرارة أحدثكم! وعن تلكم الحرقة أكلمكم!
والله ربنا المستعان الجبار القهار ذو الطول!





جائزة لعذر أقبح من الذنب

ليست هناك تعليقات

شاركنا برأيك . فرأيك يهمنا