كيف أحيا يا بلدي ...

                     كيف أحيا يا بلدي ... 

أي وطني ..
حبي لك يزداد كلما رأيت جريمتهم تلحق بك .. يزداد كلما حرمت من لبنك وأنا لم أصل سن الفطام بعد ؛ لم تصح عضامي بعد .. ولم تتفتح طبلة آذاني بعد .. ولم تقوى لحمة فمي الهشة على مضغ الخبز الحافي الجاف القاس بعد .. ولم يصح نظري بعد كذلك .. كل شيء في ضعيف .. فطموني وكل شيء في ضعيف أي وطني .

بلدي .. هل حقا تريد إنارة دربي ؟ هل حقا تريد - بعد أن منعتني لبنك - أن تقوى عزيمتي وأن أقوم بأعمالي الخاصة لوحدي وأن أتوكل على نفسي دون أن أستند إلى يد غيري ؟
أحقا تريد ذلك ؟ أحقا تريد ؟ أتريد ؟

تريد أن أخرج من منزل أبواي .. لأنني فطمت ؟ تريد أن آخذ نصفي الآخر و نبني للآتي حياتنا ؟
تريدني أن أتحرر ؟ أن أتنفس الهواء الصافي ؟ أن أعيش يومي لوحده دون أن أحتاج إلى التفكير في ما يستقبلني من الأيام ؟

بلدي .. أتريدني أن أموت مرتاح البال .. صافي العقيدة .. طيب الأثر .. ؟
وطني .. أحببتك ..

بلدي ..
أنت كذاب في كل ما ينتج منك .. كلك زور في كذب من فوقه كذب من فوقه عذاب ..
وطني .. أتعلم .. سأصارحك بسبب قولي نعم إذ خيرني خالقي أآخرج أم أفنى ..
الحياة المثالية حقا .. لن نجدها على أرض كل الناس فيها نفسي نفسي .. أعلم هذا .. أفقه كنهه .. ولا داعي لأن يتبجح علي شخص فيقول .. هذا الغرب قد وصل ، لأنني لا أؤمن به .. على الرغم من إلمامي بما هم عليه من النعيم .. وإحاطتي بما هم فيه محاطون بالجحيم الحقيقي .

لكن .. أعلم أن سننا قد ألقيت لنا لو اتبعناها والتزمنا بها لكان الأمر أقرب إليها .
كلنا يعلم - يقينا - أن الغرب إشتد بنيانه بعد أن لفظ الدين عن حياته اليومية .
وكلنا يعلم - يقينا - أن العرب ضعف عوده بعد أن لفظ الدين عن حياته اليومية .

هنا توجد حقيقة الدين والدين ، هنا توجد إشارة خفية إلى صحة دين التوحيد .. وإلى بطلان ما عداه من الأديان التي يمليها بشر من عنده استنادا إلى إستنتاجات متوهمة تحكمها الأحكام المسبقة .. المعتمدة على المثال السابق - على لسان العلوم الإنسانية - أو الإسوة - على حسب المصطلح القرآني - ..
وطني .. أصارحك ..

ما أبحث إلا عن حياة .. عيش كريم .. أادي واجبي وأنا راض .. و آخذ حقي دون أن اطلبه .. وبين ذاك وذاك توافر من يعمل من أجلي لأنني في المقابل أعمل لأجله .. أن يقول .. كل من يعمل عملا .. هذا لجزئي الآخر .. فكيف لي أن أزوره !؟؟

أن يستحضر قولة القائل '' حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه '' ..
إذا توافر هذان الشرطان .. فأنا سأحبك بلدي .. واعلم أنني .. وكل من هو مثلي .. لا يحبك على حالك .

سؤال واحد أذكره لأطرافك .. لو عقلوه لما وصلنا لما فيه نحن اليوم : ما الفائدة من تكديس الأموال أموال الأب .. إذا كان المنزل خربا .. والزوجة في شقاء .. والأولاد فقراء ؟
و في مقابله سؤال للأطراف لصالح الأب .. أي بني .. ما الذي قد يستفيد منه أبوك إذا كدس الأموال في الأبناك فقط !؟؟

بين هذين السؤالين إشارة إلى تواجد يد رابعة تتلاعب بالأمور .. ولا داعي لنكران ذلك .
وطني .. قد ساء أمرنا فيك ..
بلدي .. لن ينفعك ما أنت مسرع فيه .. فنهجك منحدر لا سبيل له إلا أم حامية ..
الحياة لا تحتاج إلا لصادق صاف ...

المبدع : مصطفى الخطاب العروسي

فضلا إذا أعجبك المقال شاركه مع أصدقائك ... شكرا ...

ليست هناك تعليقات

شاركنا برأيك . فرأيك يهمنا