من أئمة الإلحاد "كعبول"

                  من أئمة الإلحاد كعبول

في فصل الصيف سمع كعبول أن فيضانا يتجه نحو قريته!!
تعجب كعبول من وجود فيضان في فصل الصيف!
اتصل بعمه المسؤول في الأرصاد الجوية ... وبأصحابه خارج البلد وبأقاربه في القرى الأخرى..وطالع الصحف..وكلهم أكدوا له قدوم الفيضان باتجاه قريته!

بدأ أهل القرية بالرحيل عن القرية إلى مكان آمن وأخذوا ما يحتاجونه من متاع..إلا كعبول الذي لم يزل يفكر:فيضان في الصيف؟! كيف؟!
قال له صديقه:يا كعبول ..فكر في سبب قدوم الفيضان في الصيف لاحقا...أو فكر وأنت في طريق خروجك من القرية لمكان آمن...خبر الفيضان أكيد..فاهرب ثم فكر!!

ثبت كعبول على موقفه ولم يخرج من القرية...وجاءه الفيضان وكان من المغرقين.. ونصب له تمثال شمعي في متحف أشهر المجانين!

المنطق الكعبولي موجود عند البعض فيما يتعلق في أسئلة عقدية لا يعرف جوابها..أسئلة تتعلق ببعض أفعال الله والحكمة منها.

فبراهين وجود الخالق متوافرة وبرهين صدق النبوة متكاثرة...وصابحنا الكعبولي ينكر الخالق ويأبى الخضوع له لأن هناك بعض الأفعال وبعض الأحداث في الكون لا يعرف حكمتها!!
ولو أنه استجاب للأدلة العقلية للخالق وللنبوة وتوجه نحو خالقه لكان الفلاح حليفه..ولو بحث بعد ذلك عن الحكمة من أفعال الله لما ضره ذلك..بل كان بحثه قربة لله ... وشتان بين من يبحث متعلما مستفهما خاضعا لله وبين من يبحث مستجوبا محققا محاسبا لله!!

الأول : عمل بمقتضى براهين الخالق والنبوة..م بحس بطمأنينة عن الحكمة من أفعال الخالق التي دلته البراهين على وجوده وعلى صدق النبوة.

والثاني: عطل النظر في براهين الخلق والنبوة وتجاهلها وهي القضية أساسية الأصلية وتمسك بقضية فرعية-وهي جهله بحكمة وسبب بعض الأحداث في الكون- وجعلها سببا لنقض قضية وجود الخالق وبراهين النبوة الأصلية الأساسية..اي قلب المنطق وأدار ظهره له...
فلينتظر الغرق يوم لا تنفع السباحة!

الدكتور : أيمن خليل البلوي

إضاءات معرفية

ليست هناك تعليقات

شاركنا برأيك . فرأيك يهمنا